المندوبية السامية للتخطيط : سيناريوهات رفع الحجر الصحي خطير ....
قامت الدراسة الرسمية الصادرة نهاية الأسبوع المنصرم عن المندوبية السامية للتخطيط حول سيناريوهات رفع الحجر الصحي الكثير من الجدل، خصوصاً أن أحد السيناريوهات قد توقع أن يُصاب 17 مليون مغربي بفيروس ''كوفيد19'' المستجد في حالة رفع الحجر الصحي بشكل كامل.
و طبقا للدراسة فأنه في حالة رفع الحجر الصحي دون تطبيق تدابير الحماية الذاتية، سيرتفع إجمالي الأشخاص المُصابين إلى 50 في المائة من الساكنة (17 مليون نسمة) بعد مائة يوم ، كما سيعرف النظام الصحي تجاوز قدرته الاستيعابية في حدود 28 يوماً.
وتفاعل عدد من المغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي مع مقتضيات الدراسة بكثير من الاستغراب، حيث اعتبروا أن تقديراتها مبالغ فيها كما تساءلوا ما إذا كانت المندوبية السامية للتخطيط، ، مؤهلة كفاية لدراسة تطور الأوبئة.
ونجد أن المندوبية السامية للتخطيط أوضحت في تقديم دراستها إلى أنها قد تبدو "شاذةً" مقارنةً بالدراسات التقليدية التي قامت بها، بينما لها صلة مع الدراسات المستقبلية التي أنجزتها مسبقا حول مواضيع ذات طابع اقتصادي.
و مع أنه لا يوجد نموذج قادر على استيعاب كل التعقيدات المرتبطة بانتشار مرض "كورونا"، إلا أن المندوبية ارتأت استعمال النمذجة الرياضية واعتبارها وسيلة مفيدة للغاية لدراسة الأوبئة الناجمة عن الأمراض المعدية.
واعتمدت المندوبية في استخدام هذه الأدوات الرياضية والإحصائية إلى المعطيات الديمغرافية والسوسيوأقتصادية والصحية للسكان من الإسقاطات السكانية لسنة 2020، والبحث الوطني حول السكان وصحة الأسرة لوزارة الصحة سنة 2018، إضافة إلى المُعطيات المتعلقة بالوباء من وزارة الصحة.
و رداعلى هذه الدراسة، يرى إدريس الفينة، خبير اقتصادي و رئيس المركز المستقل للتحليلات الاستراتيجية، أن ما ورد من توقعات بخصوص سيناريوهات تطور الجائحة "يبقى مجرد فرضيات جُلها غير واقعي، وبالتالي لا يمكن أن يُعتمد عليها في صناعة القرار".